February 9, 2022
أنس وصوت الجرس
قصة: رانيا مسعود رسم: إبراهيم عمرو
اليَوم ينتقلُ أنس إلى شقة جديدة مع الأسرة. تصل سيارة الأثاث أولًا، ثم يصعد العمال بمتعلقات الأسرة إلى شقتهم بالدور الثاني.
يسمع أنس صوتًا غريبًا يرن في أذنيه. يسأل أنس والده عن هذا الصوت، فيقول:
إننا قد انتقلنا يا أنس إلى بيتٍ جديد، في حيٍّ آخر غير الذي كنا نسكن فيه، وقد صار لك في هذا الحي أصدقاء وجيران يؤمنون بالله، لكنهم يدينون بدينٍ آخر.
قال أنس: وما علاقة الأصدقاء والجيران بهذا الصوت يا بابا؟
قال بابا: نحن نستمعُ إلى الأذان في كل وقتٍ من الأوقات الخمسة لنذهب إلى المسجد للصلاة، وكذلك جيراننا يسمعون صوتًا مختلفًا؛ فأجراسهم تدق أوقات اجتماعهم لأداء الصلاة، لذلك يا بني تسمع صوت الجرس معهم.
قال أنس: وماذا أفعل عندما أسمع صوت الجرس؟
قال بابا: لا شيء يا أنس سوى أن تحترم ما يعتقده الآخرون في أديانهم. عليكَ يا ولدي أن تحافظ على دينك وتقرأ القرآن الكريم، وتعامل الجميع بالحسنى مهما اختلفت أديانهم، لأننا في النهاية مصريون ونعيشُ في وطنٍ واحدٍ، تظللنا سماءٌ واحدة، ونأكلُ ونشربُ ونرتدي من خير أرضنا الطيبة.
قال أنس: هل أذهب مع أصدقائي وجيراني يا بابا إلى مسجدهم؟
قال بابا: إن لكل منا دارًا للعبادة، ودار المسلمين يقال لها المسجد، بينما دار المسيحيين يقال لها كنيسة، ولأداء الصلوات احترامه يا ولدي، لذلك عليك أن تلعب مع أصدقائك فقط، ووقت الصلاة كل منا يذهب إلى دار عبادته.
قال أنس: حسنًا يا بابا.
يطرق الباب صبي في عمر أنس، وتفتح ماما، فيقول: أنا بيتر، سمعتُ بوصولكم إلى الشقة، وأرسلتني ماما لألعب مع أنس.
قال أنس: مرحبًا بكَ، ولكن كيف عرفت اسمي؟
قال بيتر: سمعت والدك يناديكَ به.
ضحك الجميع، واصطحب أنس بيتر إلى غرفته ليرتباها مَعًا.