No products in the cart.

January 18, 2022

الدببة الكسولة

كانت الدببة الكسولة تعیش في منطقة محاطة بالجبال، تتغذى على العسل الجبلي، ولا تخرج أبدًا للعمل مثل القردة والأفیال، وكانت تسخر من الفیلة؛ لكبر حجمها، وطول خرطومها، وتسخر من القردة بسبب صغر حجمها، وقفزاتھا المضحكة.

كان زعیم الدببة یعتقد أن ھذا المكان ملك لهم، وما فیه من طعام وماء یكفیهم بالكاد، ولیس من حق القرود والفیلة العیش فیه.

ذات يوم قرر زعیم الدببة أن یطالب القرود والأفیال بترك المكان، فاجتمع بزعیمهم قائلًا: السماء لم تمطر منذ شھور طویلة، والعسل لا يكفينا، ونحن لا نخرج مثلكم للطعام، كما أنكم لا تشبھوننا، لذلك لم یعد لكم مكان بيننا.

استجابت القردة والفيلة لطلب زعیم الدببة، واستعدت للرحیل.

وفي یوم الرحیل بدأت السماء تمطر بشدة.

قال الدب الكسول: السماء تمطر، ھا ھو الخیر سیحلُّ برحیلھم.

اشتدَّ المطر، وبدأ منسوب المیاه یرتفع في الصحن الجبلي الكبیر.

صرخ بعض الدببة: سنغرق، نحتاج إلى الفیلة لكي تنقذنا.

صرخ الزعیم: لن نحتاج لأحد، لا تقلقوا.

ارتفع منسوب المیاه أكثر، وكادت الدببة تغرق، فھي لم تتعلم السباحة.

صرخ زعیمھم یائسًا: یا فیلة.. یا فیلة.. أنقذونا.

وما كان من الفیلة إلا أن عادت لتنقذ الدببة الكسولة، فشفطت المیاه بخراطیمھا الطویلة، وقفزت القرود برشاقة على الجبال لحمایة العسل، وغطته بأوراق الشجر الضخمة.

 ولمَّا ھدأت الأمطار، ونجت الدببة الكسولة من الغرق، شكر زعیم الدببة الفیلة والقرود، قائلًا: نعدكم بألا نسخر منكم أبدًا، نحن مدینون لكم، فقد أنقذتمونا بذكائكم، وطیبة قلبكم، وكدنا نھلك بطمعنا وسخریتنا منكم، فسامحونا.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *