No products in the cart.

June 16, 2022

الشجرة الطيبة


قصة: مهند العاقوص                                   رسم: مصطفى برشومي



يحكى أن شجرتين جارتين, إحداهما قاسية كبيرة, والثانية ليِّنة طيبة .
كانت الشجرة القاسية تتباهى بقوتها, وتمد أغصانها وتهتف: «أنا أقرب منكم إلى الشمس»، وتحاول منع الشمس والنسائم عن جاراتها, وتقول: «من كان منكم أكثر قوة مني فليفعل مثلي».
أما الشجرة اللينة, فكانت تحب جاراتها, وتمد لهم جذور المحبة والصداقة, فكانت محبوبة من الجميع .
وذات يوم, اقترب حطاب من الشجرتين, فقالت الشجرة القاسية: «خشبي لا ينفع للمدافئ, فأنا كثيرة الدخان، قليلة التدفئة, احتطب من جاراتي».
وحين اقترب الحطاب من الشجرة اللينة, قالت: «أنا وجاراتي شجرات فتِيّات, نحلم أن نصير بيوتا للحيوانات الطيبة». ثم أرشدته إلى حيث تكثر الأغصان التي كسرتها الرياح, فنجت هي ورفيقاتها.
تناقلت العصافير قصة الحطاب, فتسابقت الطيور للتعشيش في الشجرة اللينة !
وبعد أيام, جاء الراعي الطيب, وكان قد نسي الناي الذي يعزف عليه للقطيع في البيت, فبحث عن شجرة تخرج منها ألحان تسلي القطيع, حتى اهتدى إلى الشجرة اللينة الطيبة.
غارت الشجرة القاسية, وحاولت مضايقة الشجرة اللينة, لكن ريحًا قوية هبت, فانحنت لها الشجرة الطيبة, بينما عاندتها الشجرة القاسية حتى تكسرت أغصانها !
ومنذ ذلك اليوم؛ تتناقل الأشجار حكاية الشجرتين, منهم من يقول: «لا تكن قاسيا فتكسر»، ومنهم من يهتف: «من لان عوده كثرت أغصانه».


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *